الاثنين، 28 أبريل 2008


حرمان مواطني سهل الموصل من الاقتراع تشويه لديمقراطيتنا القادمة

ناظم ختاري
مـما لاشك فيه إن الانتخابات التي التي جرت في البلاد والعالقة بكل تفاصيلها في أذهاننا ووجداننا وكل دقائقها تشكل مهرجانات وأعراسا بالنسبة إلى كل واحد منا, في كل لحظة من حياتنا ، وستبقى مشاركتنا فيها حدثا رائعا نتذكره أبدا ، وهو كتلك الأحداث المهمة في حياتنا ، يصلح لأن يكون عنوانا من بين عناوين الكفاح المرير ضد الدكتاتورية التي مارست الارهاب منذ نشوء حزبها الفاشي والتحاق ذلك الأرعن صدام في صفوف هذا الحزب وتدرجه في هيئاته القيادية وثم صعوده إلى قمة الحزب والدولة لقيادة الجريمة والارهاب .

لأنها أي المشاركة في الانتخابات إستمرار و تواصل لنفس ذلك الكفاح ضد الارهاب الذي يواصلونه ويعملون على إدامته فلول هذا الحزب الذي ينبغي أن ينتهي إلى الأبد . ففي الوقت الذي تعتبر فيه هذه الانتخابات من أهم الأحداث في البلاد وكذلك في كل العالم على الأقل في بداية عامنا الجديد، فرح له رقصا، و بكاءا ، ودما، كل العراقيين الشرفاء ما عدا هيئة علماء الخطف والتفجير التي طعنت بشرعيتها ، أي شرعية الانتخابات ، وتضامنا بمختلف الأشكال، كل اصدقاء العراق والعراقيين من العالم المتحضر والحر ، فذلك البايع من هولندا امتنع أن يقبض ثمن بضاعة من عراقيي شارك في الانتخابات عرفه من خلال أصبعه الذي كان يحتفظ بحبر الانتخاب, وكذلك تلك الفتاة الألمانية التي قبلت وجنتي إمرأة عراقية كان أصبعها يحتفظ بنفس الحبر ، وأشارت لها وبيدها إلى الانتصارإضافة إلى ترديدها كلمات ، الآنتخابات ، الديمقراطية ، وكان يغمرها فرح عظيم بانتصار العراق في أول انتخابات يجريها ، ناهيك عن الموقف المشرف للحكومة الدانماركية التي سمحت للعراقيين بالوصول إلى مراكز الاقتراع دون دفع اجور النقل الأمر الذي أدى إلى مشاركة أوسع للعراقيين في هذه البلاد ، في الوقت عينه تعتبر هذه الانتخابات من اهم مستحقات فترة ما بعد سقوط النظام الدكتاتوري بالنسبة إلى كل العراقيين ، دون إستثناء , سواءا كانت أصواتهم ستذهب إلى هذه القائمة أو تلك , أو سواءا كانت مناطقهم تابعة إلى الإدارة المركزية ، أو إحدى الإدارتين في كوردستان . وذلك لتحقيق هدفين رئيسيين ، أولهما، إرساء قواعد ممارسة الديمقراطية الحقيقية التي يستحقها كل العراقيون بعد هذه السنوات المضنية من حكم الطاغية البغيض من خلال الادلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع في هذه الإنتخابات التي تنتج عنها حكومة تمثلهم وفق قواعد الديمقراطية ، وثانيهما اختيار ممثليهم للمساهمة في صياغة دستور دائم يتفق ومتطلبات تنوع المجتمع العراقي إلى جانب عصرنته بما يتماشى وروح التطور في عالمنا الذي أصبح صغيرا ومتشابكا ومترابطا في المصالح . وتجنب كل ما يرتبط بما يقودنا إلى التخلف الديني أو إلى الشوفينية القومية التي تصطدم في نهاية طريق ليست بطويلة بجدار عالي من الرفض .
إننا نقول هذا ومئات الآلاف من العراقيين وبخاصة من الايزيديين والمسيحيين والشبك في سهل الموصل جرى حرمانهم من ممارسة أول حق لهم ، لكي يقولوا كلمتهم في شأن الديمقراطية التي أردنا أن نتعلمها ، ولم يجدوا الصندوق المخصص لكي يضعوا صوتهم ، عراقهم أمانة فيها ، ذلك الصندوق الذي انتظروه طويلا ، وحينما لم يجدوه بقي هؤلاء يحملون العراق فوق أكتافهم , ويصرخون في وجوه مرتكبي الجريمة !
وأنا هنا لكي أحث على التحقيق في أسباب ارتكاب هذه الجريمة بحق اهالي ضحايا الأنفال وضحايا عهد الارهاب من الايزيديين بشكل خاص ، واضعا أمام الجميع مسألتين ، أولا - الذرائع التي أوردتها في بداية الأمر ، المفوضية المستقلة ، التي أشارت إلى الصعوبات الأمنية لإيصال مستلزمات الشروع بالعملية الانتخابية ، إلى هذه المناطق ، وأكدت بأنها كانت السبب ، والجميع يعرف وبشكل جيد إن هذه المناطق تعتبر الأكثر أمنا ربما على مستوى العراق كله .! و ثانيا. إن هذه المناطق تتصل بشكل مباشر بالسلطات الكوردستانية . وبالتالي من المفترض أن يكون لها العلم اليقين إن صناديق الاقتراع لن تصل إلى هذه المناطق ، وخصوصا إنها تأخرت كثيرا ، فكان ينبغي عليها التحرك ازاء هذا التأخير قبل فوات الأوان .
ومن اجل تدارك مخاطر هذا الأمر وصيانة ديمقراطيتنا من أي تشويه ، لابد من العمل على .
1ــ أما اجراء الانتخابات كما ينبغي في هذه المناطق التي حرمت منها قسرا .

2 ـ أو تشخيص عدد من الأشخاص الكفوئين لكي يكونوا نوابا في البرلمان العراقي القادم ، على ضوء النسب المعمول بها في الانتخابات الحالية ، وترك شأن التشخيص لهؤلاء الناس لجماهير هذه المناطق التي جرى حرمانها من رؤية أجمل وأهم صندوق .
وإلا ستتشوه ديمقراطتنا التي أرهبت كل النزعات الدكتاتورية في العراق وخارجه.

ليست هناك تعليقات: