الاثنين، 28 أبريل 2008


سبل النهوض بالواقع الإجتماعي والإقتصادي
في مناطق الإيزيدية
ناظم ختاري
يمتهن أبناء الديانة الإيزيدية منذ القدم الزراعة بالدرجة الرئيسية بشقيها النباتي والحيواني , و مهن أخرى لم تتوسع كثيرا بسبب الحصار الإجتماعي المفروض عليهم منذ ظهور الإسلام ولحد يومنا هذا الأمر الذي انسحب على الجوانب الإقتصادية والثقافية وما الى ذلك ؛ حيث إنحصر أبناء هذه الديانة في مناطق تستعصي على الحياة الطبيعية التي تؤهل المجتمعات وتوفر لها سبل التقدم فكانت المناطق القاحلة والمعدومة المياه والغير مضمونة ألأمطار والبعيدة عن المدن والمناطق التجارية ملاذا لهم بوجه حملات القتل والإبادة الجماعية التي كانوا يتعرضون لها على يد الإسلام و الامراءو الحكام في الإمارات والولايات التي كان يتواجد فيها أبناء هذه الديانة أو القريبة منهم .
و بما أن الزراعة وتربية الماشيةكانت مهنة أسر هذه المجموعة البشرية والمصدر الأساسي لإقتصادياتها ساحاول التطرق ولو بشكل سريع الىالعوامل التي أثرت و تؤثر عليها ؛ فهنالك مساحات واسعة يعيش فيها أبناء هذه الديانة تقع جنوب الخط المطري العاشر أي إنها تعتبر مناطق غير مضمونة الأمطار وخصوصا في قضاء سنجار التي تتعرض لمعانات و محن جمة في كل عدة سنوات حيث تتعرض فيها المنطقة الى الجفاف وعندها يكون المحصول متدنيا والثروة الحيوانية فيها تتعرض الى الهلاك؛ ومن المعروف إن زراعة الحبوب في العراق تعتمد بالدرجة الأساسية على مياه ألأمطار . أضف بأن المناطق الاخرى مثل الشيخان وتلكيف وسميل وبأقل منها زاخو تتعرض الى نفس المعانات عندما يعم الجفاف العراق كله وفي كل الأحوال فإن أغلب مناطق تواجد الإيزيدية بعيدة عن مصادر المياه الطبيعية مثل الينابيع والأنهر وحتى القريبة منها الى بعض المصادر المائية كنهر دجلة مثلا فإنها معدومة من أي قنوات للرئ . علما هنالك البعض القليل من قرى هذه المناطق كانت تعتمد في الزراعة وتربية ثروتها الحيوانية التي تتكون من قطعان ألأغنام وألأبقار والتي تقتسمها أسر هذه المناطق؛ على بعض الينابيع وألأنهر الصغيرة كمنطقة السولاغ في سنجار مثلا ؛ حيث كانت قرى عديدة في هذه المنطقة الى جانب محاصيل متنوعة تشتهر بزراعة القطن معتمدة على نهرالسولاغ ؛ وهنالك منطقة (كه رسى ) في ناحية الشمال من قضاء سنجار والمشهورة بزراعة أشهر أنواع التبوغ في العراق .ولا تفوتني الى أن منطقة سنجار تشتهر بأفضل أنواع التين ربما على المستوى العالمي ولو جرى الإهتمام بهذه الزراعات من قبل الدولة لساهمت بشكل فعال في تطوير جوانب حياة أهل هذه المنطقة ؛ولكنها أي الزراعة تعطلت وتربية الحيوانات أهملت فيها بسبب إجبار السلطات أهالي المنطقة على ترك قراهم وبالتالي إيقاف هذا الجانب الحيوي من النشاط الإقتصادي لأسر هذه القرى مما أدى الى زيادة البطالة المتفشية أصلا في منطقة سنجار بين أبناء الديانة الإيزيدية ؛ واعتمدت قرى أخرى في منطقة الشيخان على بعض المصادر المائية القليلة التدفق كقصبتي بعشيقة وبحزانى التي اشتهرت بزراعة الزيتون والبصل بالدرجة الأساسية إضافة الى محاصيل أخرى كالحبوب الى جانب تربية الماشية ؛ ومن المعروف إن أسر هذه المنطقة امتهنت الصناعة الزراعية فكانت تنتج أفضل أنواع الصابون الزيتي وزيوت الزيتون إضافة الى كون هذه المنطقة كانت معروفة في صناعات الغزل والنسيج معتمدة على ورش صغيرة كانت تمتلكها العديد من أسر ها ولازالت صناعة المشروبات الكحولية والمخللات والراشي وغيرها من المهن والأعمال مزدهرة في هذه المنطقة و هي ما لم تكن موجودة في أي منطقة أخرى بين الإيزيدية بالرغم من انتقالها المحدود الى مناطق أخرى في الفترات الأخيرة . وهنالك بعض المساحات الصفيرة من أراضي مركز منطقة الشيخان أي عين سفني تعتمد على مصادر اروائية ومحاصيلها لاتتعدى كميات قليلة من الرز و الطماطم وهكذا ألأمر بالنسبة الى قصبة باعذرة وقريتا النصيرية و الجراحية . ومن الجدير بالذكر إن الثروة الحيوانية في قرى حتار ة ودوغات وسريشكة وبيبان ومناطق عديدة من سنجار كانت ولازالت تلاقي صعوبات حقيقية في البقاء أو التكاثر أو الإنتاج بسبب شحة المياه وقلة المراعي ومعدومية العلف ولاسيما في سنوات الجفاف التي كانت تحل بالمنطقة أو العراق كله .
و إرتباطا بما جرى الحديث عنه وبشكل سريع يمكن التاْكيد على ان اقتصاديات الأسرة الإيزيدية وبشكل عام كانت تتكون من بعض الأراضي الزراعية وعدد من رؤؤس الأغنام أو بقرة واحدة وربما عدة أبقار وبعض الدواجن ؛ إضافة الى ما جرى التاْكيد عليه حول خصوصية قصبتي بعشيقة وبحزانى من وجود واقع إقتصادي أفضل فيها بسبب ممارسة أسرها لعدة مهن جرى الحديث عنها في سياق هذه ألأسطر . وهذا لا يستثني من أن العديد من العوائل الإيزيدية كانت ولازالت معدومة لاتملك غير قوة عملها كانت تستخدمها للحصول على لقمة عيشها وفي المقابل كانت هنالك عوائل أخرى متمكنة ومالكة تستغل قوة عمل الآخرين في إستثمار إمكانياتها وأملاكها وزيادة ثرائها على حساب هؤلاء المحرومين .
وهنا لابد من الإشارة الى أن هذه الإقتصاديات بقييت محصورة في منطقتها ومحدودة الإنتشار وغير قادرة في التاْثير و التفاعل مع محيطها وذلك لسبب أساسي ألا وهو الموقف السلبي من الوسط الإسلامي في التعامل مع ابناء هذه الديانة ومقاطعة بضائعها وخصوصا المنتوجات الحيوانية كالأجبان والألبان وغير ذلك بالإضافة الى المواد الغذائيةالأخرى وخصوصا إذا كانت مصنوعة محليا على يد الإيزيديين و اللحوم بشكل خاص . ولحد الآن لايستطيع أي ايزيدي أن يستثمر أموالا في مطاعم البلاد بطولها وعرضها أو أن يعمل فيها ومثل هذا الأمر يدعو الى الأسف الشديد لأنه يضييق على أبناء هذه الديانة فرص العمل أو الإستثمار أو ما الى ذلك . والى جانب هذا هنالك أسباب أخرى منها ما يتعلق بالسبب الآنف الذكر وأقصد موقف الحكومات التي تعاقبت على الحكم والتي اعتمدت الدين الإسلامي بإعتباره الدين الرسمي للدولة مما كان يؤدي الى التعامل مع أبناء هذه الديانة بإعتبارهم مواطنين من الدرجة ربما العاشرة وخصوصا في فترة نظام القمع والإرهاب الذي ولى والى الأبد؛ دون أن تاْخذ هذه الحكومات بنظر الاعتبار حق المواطنة لهؤلاء الناس وانتماءهم الى هذا الوطن . وبذلك كانت المناطق الإيزيدية تحرم من كل ما كان ينبغي أن تحصل عليها من خدمات .و هنالك أسباب اخرى منها ما يتعلق بطبيعة المناطق التي يعيش فيها أبناء هذه الديانة ؛ التي يشح فيها الماء وعدم صلاحية أراضيها للتنوع الزراعي وما الى ذلك .
ويتواجد أبناء الديانة الإيزيدية في عدة أقضية من كوردستان العراق وهي سنجار والشيخان وسميل ووزاخو و يعيشون في الغالب في مجمعات قسرية أقامها النظام الدكتاتوري البائد بعد أن قام بتدمير قراهم وإجبارهم على العيش في هذه المجمعات دون توفير أدنى شروط الحياة الطبيعية إضافة الى هجرة أعداد منهم الى بعض المدن كدهوك والموصل وبغداد بحثا عن العمل أو بسبب الا رتباط الوظيفي وبعد الإنتفاضة التجاْت أعداد منهم الى مدن كوردستان ومنها الى بلدان اللجوء التي انتشرت فيها المئات من شبيبة الإيزيدية وخصوصا في ألمانيا ؛ أما طلبا للأمان أو بحثا عن العمل مرة أخرى ؛ و الجدير بالذكر يتراوح عدد أبناء هذه الديانة من 500- 700 ألف نسمة . ومما يؤسف له لاتوجد أي إحصائية رسمية تؤكد هذا الرقم أو غيره من ألأرقام ؛ غير تقديرات بعض المهتمين اعتمدت على البطاقات التموينية .
وبالرغم من التطورات الإجتماعية و الإقتصادية و الازدهار الذي شهدته مختلف مناحي حياة العراقيين بشكل عام قبل الحروب التي خاضها نظام صدام المقبور وخصوصا في منتصف السبعينات و ابان خطط التنمية الإنفجارية التي كانت تطلقها الحكومة أنذاك فقد كان نصيب مناطق الإيزيدية منها معدوما ؛ مما اضطرت أوساط واسعة من الشبيبة الإيزيدية الي النزوح الى بغداد و مناطق الجنوب بحثا عن العمل فوجدوا أنفسهم يعملون في المؤسسات الخدمية كالفنادق ودور الاستراحة ومحلات الشرب التي كانت الوحيدة التي فتحت أبوابها لهذه الأوساط والتي كانت تلتهم المزيد منها وتسحبها من المدارس والمعاهد لعدم وجود أي مصدر معيشي آخر لعوائلها وكذلك كانت تسحب المزيد أيضا من أماكن العمل الأخرى وخصوصا من مجالات الزراعة التي أصبحت غير قادرة على توفير لقمة العيش للأغلبية الساحقة من الفلاحين ؛ و لابد أيضا من الإشارة الى الإزدهار الذي تشهده مناطق كوردستان منذ أن أجبرت قوى الإنتفاضة الشعبية في أذار عام 1990 إدارات النطام على الإنسحاب من ألأقليم ولاسيما بعد سقوطه على يد جيوش الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول التحالف الاخرى ؛ بقيت مناطق تواجد الإيزيدية ضحية سياسة شوفينية همجية انتهجها النظام الدكتاتوري السابق في بغداد والذي تمادى في تحريم هذه المناطق من حقها في الحصول على توفير أبسط الخدمات وكذلك السبل الكفيلة التي تؤدي الى النهوض بواقع هذه المناطق في المجالات الحياتية المختلفة ؛ وضياع مناطقهم بين أن تكون تابعة لإدارة الدولة المركزية أو لإدارة حكومتي أقليم كوردستان الفيدرالي؛ إضافة الى النظرة الضيقة والحسابات الخاطئة التي ينتهجها الحزبان الكورديان مع الواقع في مجالاته المختلفة لهذه المناطق التي تعاني المرارات في أغلب مناحي حياتها ؛ فبالرغم من حرمان هذه المناطق من أبسط الخدمات الضرورية مثل الماء والكهرباء ومشاريع البناء وبناء الطرق و تبليطها والرئ والزراعة والتعليم وكل شئ آخر بالإضافة الى البطالة المتفشية بين شبيبة هذه المناطق؛ ولا نبالغ لو قلنا بأن هذه المناطق هي الأكثر تخلفا في العراق من حيث الخدمات؛ نعم والأمر لايحتاج أبدا الى أرقام كي اوردها هنا حتى تصبح الصورة واضحة ؛بل وإن كل ما أريد قوله هو إن الأكثرية الساحقة من قرى ومجمعات الإيزيدية بل كلها لاتوجد فيها شبكات الصرف الصحي على الإطلاق ؛ولا يوجد فيها وأقصد أزقتها وشوارعها الداخلية ولو متر واحد من التبليط إلإ في القليل من تجماعاتها؛ ولا توجد فيها شبكات توزيع المياه ناهيك عن معاناتها المرة من شحة المياه وقد لاتجد قط ابن هذه المنطقة ارتشف ماءا دون أن يكون خليطا من الشوائب والأوساخ ؛ ولاتوجد فيها مراكز صحية قادرة على معالجة أي مرض عدا نزلة برد ؛ وربما لم يسمع أطفالنا في هذه المناطق قط بروضات الأطفال ؛ وحدث ولاحرج عن البطالة المتفشية بين الجميع في هذه المناطق الأمر الذي يعكس بوضوح مدى فقر الأغلبية من ناسها ولاتوجد فيها مدارس ابتدائية كافية تستوعب أبنائها و و و و و الخ ! بالإضافة الى أن هنالك قرى ربما تنعزل عن محيطها من القرى والبلدات الأخرى في مواسم الأمطار لعدة أيام بسبب عدم وجود طرق صالحة توصلها بها ؛ نعم بالرغم من كل هذا فإن الحكومتان الكورديتان في السليمانية وأربيل تتعاملان مع مشاكل هذه المناطق وفق سياسة الحزب الذي تمثله و التي تتلخص في شراء ذمم وجهاء ورؤؤساء العشائر الإيزيدية ورؤؤساءهم الدينين والشخصيات الإجتماعية والثقافية و وفق مبداْ التصارع من أجل النفوذ ؛ دون أن تضع نصب أعيينها مصالح الأغلبية الساحقة من أبناءهذه المناطق التي قدمت الغالي والنفيس في طريق عراق من دون صدام؛ عراق ديموقراطي؛ عراق تتمتع فيه الأقوام والأديان بكل حرياتها ؛ ومتناسية تلك المعانات التي أشرت اليها اعلاه؛ هذه السياسة التي لم ولن تكون بديلا عن ضرورة التوجه الجدي والحقيقي لتغيير ذلك الواقع المر الذي يعيشه أبناء الطائفة الإيزيدية و إشباعهم خبزا وماءا وإخضرارا وعلما وثقافة والخ .
وبعد كل هذا فإنني أعتقد إن هذه المناطق تحتاج الىحلول جذرية تؤهلها للتفاعل مع بقية مناطق كوردستان بشكل خاص والعراق بشكل عام ومواكبة التطورات فيها . ولاشك إن أبناء هذه الديانة على أتم الإستعداد للخوض في هذا المشوار حيث لم يكونوا يوما ما يرغبون في الوقوف على هامش الحياة في مجالاتها المختلفة ؛ فيقف بين شبيبتها العديد من الكوادر العلمية المتخصصة والمؤهلة والتي قدمت وتقدم خدماتها من أجل العراق الجديد ؛ ناهيك عن الكوادر الإجتماعية والسياسية التي يمكن لها أن تكون رجالات دولة يعتمد عليها . ولكنها أي المناطق هذه تحتاج الى إمكانيات الدولة بحكوماتها الثلاث بما أنها تقع جغرافيا ضمن أقليم كوردستان ؛ وألأقليم بدوره يقع ضمن الحدود السياسية للعراق ويكون جزءا فيدراليا فيه فإن كل الحجج التي تطرح بخصوص تبعية هذه المناطق الى هذه الإدارة أو تلك ما هي إلا تنصل من المسؤؤلية إزاء أبناء هذه المناطق. و لتحقيق الحلول والمعالجات الجذرية والكفيلة ولغرض تنمية هذه المناطق فإن الأمر يحتاج الى تظافر الجهود بينها . و أن تنصب جهودها في الإتجاهات التالية .
1-البدء بحملة واسعة من أجل القضاء على البطالة المتفشية بين شبيبة قرى وتجمعات هذه المناطق من خلال توفير فرص العمل اللائقة لهم وتشغيلهم في مشاريع إعادة البناء والإعمار وتعيين الموظفين منهم في مؤسسات الدولة المركزية منها والفيدرالية وتجنب التمييز الذي يحصل الآن في قبولهم في سلك الشرطة والجيش وأجهزة الأمن وما الى ذلك .
2-البدء بحملة إعمار واسعة في هذه المناطق على أن تشمل بناء شبكة من الطرق و تبليطها و التي تربطها بالبعض الآخر و بالمدن والمناطق المحيطة بها؛ وبناء شبكات مياه الشرب و الصرف الصحي وإيصال خدمة الهاتف التي تنعدم فيها تماما وتبليط الشوارع والأزقة الداخلية وبناء دور سكنية لأبناء هذه المناطق إذ أن نسبة كبيرة منهم يسكنون في بيوت طينية خالية من كل الشروط الصحية والخدمية وغيرها من شروط الحماية من الكوارث الطبيعية وما الى ذلك .
3- إطلاق حملة لبناء المدارس الإبتدائية وبما يتناسب عدد التلاميذ والأخذ بنظر الإعتبار زيادة عددهم في كل سنة ؛ بالإضافة الى بناء المدارس المتوسطة والثانوية التي تفتقر اليها الأغلبية الساحقة من قرى ومجمعات المنطقة طبعا حسب الحاجة الفعلية لمجموعة من القرى أو المجمعات وتوفير كل المستلزمات العلمية الضرورية فيها وبما يتناسب روح العصر والتطور العلمي . هذا إضافة الى إستحداث معاهد مهنية تكون كفيلة لتنشيط الحركة العلمية في المنطقة وتبادلها فيما بينها وبين مدن المنطقة وهذا بدوره يؤدي الى خلق الروابط وتعزيزها بين أبناء هذه المناطق والأخرى المحيطة بها و بالتالي تخفف عن المدينة وتساهم في تطوير ريف هذه المناطق وفي الوقت نفسه فهي تذلل مصاعب خريجي ثانويات المنطقة من خلال الالتحاق بمعاهد المدن . وفي هذا السياق أيضا لابد من الإشارة الى ضرورة إنشاء مراكز لشبيبة هذه المناطق وذلك لتنشيط الحركة الفكرية والرياضية والمعلوماتية والإجتماعية و لإشاعة الثقافة الديموقراطية في صفوفها بعيدا عن التحزب والسياسة .ولا شك إن إنشاء رياض الأطفال ستكون ثورة مهمة في مجال تربية الإنسان الذي سيحتاجه العراق الوليد .
4- و في طريق تعزيز الروابط بين هذه المناطق والمناطق الأخرى من كوردستان بشكل خاص والعراق بشكل عام وخلق حالة من الإندماج وعلى أسس سليمة في المجتمع؛ لابد من خلق حركة اقتصادية وإيجاد دورة متكاملة لهذه الحركة فيها . ولا يتحقق هذا إلا عن طريق رعاية المهن الموجودة في هذه المناطق وتطويرها وتوسيعها من خلال إنشاء معامل لها على أسس حديثة و توفير مستلزماتها وبما يؤهلها بالقدرة على تزويد السوق العراقية ولاسيما صناعة إستخراج زيت الزيتون والصابون وصناعة المشروبات الكحولية و المخللات نظرا لما لأهل المنطقة وخصوصا بعشيقة وبحزاني من خبرة في هذا المجال . والى جانب هذا يمكن تشييد معامل كبيرة لطحن الحبوب قادرة على تزويد السوق المحلية ولاسيما إن واردات هذه المناطق من القمح ليست قليلة وإن المناطق هذه تستوعب إنشاء معامل البلوك السمنتي وبناء مقالع الأحجار وما يرتبط بها من مهن أخرى . طبعا شروط نجاح هذه المشاريع متوفرة لو توفرت الإرادة الحقيقية لمعالجة الواقع المزري الذي تعيشه هذه المناطق . ومن هذه الشروط 1- الأيدي العاملة 2- الخبرة 3- المواد الخام وخصوصا لو جرى عقد إتفاقيات مع المناطق الأخرى من كوردستان والعراق في مجال الحصول على محاصيلهم كالزيتون والكروم والقمح 4- موقع هذه المناطق الجغرافي وتوسط قسم منها مركز محافظتي نينوى ودهوك والقسم الآخر منها وهي سنجار تقع على الحدود بين العراق وسوريا و الكثافة السكانية فيها تؤهلها لقيام مثل هذه المشاريع .
5- ونظرا للموقع الجغرافي لهذه المناطق والذي أشرت إليه فيما سبق ؛ يمكن إقامة مشاريع تجارية فيها مثل بناء أسواق تجارية ضخمة و على الطرق الرئيسية فيها .
6- وفي المجال الزراعي وهو الأهم بين كل ما ذكرته فإن هذه المناطق تحتاج الى إلإجراءات التالية .
- ولأجل تحقيق التتنمية في هذا المجال الحيوي في حياة الناس لابد من الإسراع في تنفيذ مشروع سد أسكي موصل الإروائي ؛ و إن خصوصية الإسراع بتنفيذه تتمثل بقدرته على – إرواء مايزيد على عشرة ملايين هكتار من الأرض في المناطق الغير مضمونة الأمطار والتي تشمل أغلب المناطق التي يتواجد فيها الإيزيديون وهي موضوع بحثنا . إضافة الى توفير المزيد من الطاقة الكهرومائية النظيفة والرخيصة ؛ وإيجاد مساحات شاسعة من رقع خضراء في هذه المناطق الجرداء أساسا ؛ وكذلك يساعد على زراعة الكثير من أنواع الفواكه والخضراوات ناهيك عن قدرته على إنتاج الاكتفاء الذاتي من الحبوب لكل العراق وكذلك يؤدي الى زيادة الثروة الحيوانية وبالتالي فإن تنفيذ هذا المشروع يكون قادرا على توفير عشرات الآلاف من فرص العمل الحقيقية المنتجة لأبناء هذه المناطق .
وبقدر ما يتعلق الأمر بمناطق تواجد الإيزيدية وعلاقتها بالمشروع الآنف الذكر ينبغي القول بأن هذا المشروع كان يشمل هذه المناطق تقريبا بصورة كاملة سواء كانت ضمن مشروع رئ منطقة الجزيرة الجنوبية والتي تشمل منطقة جنوب سنجار ؛ أو مشروع رئ منطقة الجزيرة الشمالية والتي تشمل مناطق كثيرة من شمال سنجار والشيخان وسميل وتلكيف.
- مكننة الزراعة على الأسس الحديثة .
- توفير الأسمدة والمواد الكيماوية التي تساعد على زيادة الإنتاج ومكافحة الآفات الزراعية .
- دفع القروض الزراعية الى الفلاحين وبفوائد رمزية وذلك للمساهمة في تحسين ظروف زراعتهم وظروف معيشتهم .
- إعادة القرى الإيزيدية التي يحتلها العرب لحد الآن .وتعويض سكانها من الخسائر التي لحقت بهم خلال هذه السنوات التي قضوها خارج قراهم .
7- المباشرة بتعويض ذوي العوائل المؤنفلة والمناضلين من أجل الحرية والديموقراطية والحقوق المشروعة للشعب الكوردي وشمولهم بالقانون الصادر من برلمان أقليم كوردستان الذي بموجبه يتم منح قطع أرض سكنية ومنح نقدية للبناء. و الرواتب التقاعدية.
ولاشك إن تحقيق مثل هذه الإجراءات ستشكل أكبر خطوة في اتجاه النهوض بواقع هذه المناطق؛ و يتطلع إليها كل أبناء هذه الديانة .

ليست هناك تعليقات: