الاثنين، 28 أبريل 2008


صدام والأنفال وأسلحة الإبادة الجماعية
ناظم ختاري
و نحن نعيش آلام الأنفال السيئة الصيت في ذكراها السادسة عشرة وجدت من المناسب التذكير بالجرائم التي ارتكبها صدام القابع في السجن مع زبانيته بإنتظار محاكمتهم سواء الناجمة عن وجود واستخدام أسلحة الدمار الشاملة أوعدم وجودها أواستخدامها و أوجه الخطورة التي كانت تكمن في الحالتين ومدى الأضراروالأهوال التي ألحقت وبشكل مباشربالشعب العراقي و بالشعوب الأخرى سواء كانت البشرية أم الإقتصادية ،و مدى شرعية الحرب التي أنهت حكمه.
1- حول التسمية والإستخدام .
الأسلحة العراقية التي تسمى بأسلحة الدمار الشامل إنهالاتستطيع أن تحدث دمارا شاملا مباشرا ، ولكنها تقتل الإنسان على قدر رغبة مستخدمها أي إنها أسلحة الإبادة الجماعية ، وفي الوقت نفسه فهي لا تقوم بصناعة نفسها لأي هدف كان ولاتخطط لأي عدوان أوحروب ولاتستخدم نفسها ذاتيا وبدافع القتل المتعمد ، بل إن صداما استخدمها بذات الدافع و بسبب الحقد والكراهية والعداء التي كان يحملها إزاء الشعب العراقي بكل أطيافه ولكل القييم الإنسانية وهو الذي قام أو أمر بصناعتها ، فصدام الذي كان يظهر بمظهر الإنسان لم يكن إلا وحشا كاسرا و خطورته في الواقع كانت تفوق هذه الأسلحة التي تسمى بأسلحة الدمار الشاملة. ومن هنا فلم يكن صدام إلا وهوالأكثر فتكا و الأخطرمن ذلك السلاح الفتاك، وهو كان القادر على الدمار الشامل بشكل فعلي، فلذلك إن وجود هذه الأسلحة دون وجود صدام حسين لم تكن تشكل نفس تلك الخطورة بوجوده .فالأداة المخططة والنافذة للحروب والعدوان التي أشاعت الخراب والدمار بالدرجة الأساسية في العراق وثم في إيران والكويت كان صداما وهو المستخدم لهذه الأسلحة في الوقت عينه.
2- الخسائر الناجمة في الحالتين.
ضحايا أسلحة الإبادة الجماعية المستخدمة في كوردستان العراق وفي الحرب مع إيران رغم بشاعتها بإعتبارها سابقة خطيرة لامثيل لها بقتل حكومات لشعوبها جماعيا، في كل الأحوال لم تتعدى عشرات الآلاف، منها أكثرمن خمسة آلاف شهيد في مدينة حلبجة الكوردستانية و أكثر من عشرة آلاف مصاب وتشرد البقية الباقية من أبناءها الى خارجها وإبادة أعداد كبيرة من الثروة الحيوانية لهذه المدينة، التي التي كانت تستعد لإستقبال كرنفال الربيع الكوردي المتمثل بعيد نوروز عيد الإنتصار على الظلم الذي كان يمارسه الضحاك. هذا إضافة الى سقوط مئات المواطنين ألأكراد ومناضلي الحرية من بيشمه ركة مختلف الأحزاب الكوردية والحزب الشيوعي العراقي في المناطق الأخرى من كوردستان . ولاشك إن هناك أعداد ليست قليلة من الجيش الإيراني سقطت ضحية هذه الأسلحة في الحرب مع إيران الى جانب مئات الآلاف من القتلى الذين سقطوا بالوسائل الأخرى لتلك الحرب التي أشعلها صدام عن الآخرين، وهم وكما أشرنا بطبيعة الحال وفي الجانب الإيراني أكثر بكثيرمن الذين سقطوا بفعل إ ستحدام أسلحة الإبادة االجماعية الى جانب المليارات من الدولارات التي خسرتها الشعوب الإيرانية في تلك الحرب و التي من شأنها أن تدفع دولا وشعوبا نحو الرقي والتقدم. هذا في الجانب الإيراني، وأما فيما يتعلق الأمر ببلدنا العراق والخسائر التي ألحقها صدام حسين بشكل مباشر بالشعب العراقي في .
+ السياسات الشوفينية و الحروب التي كان يخوضها صدام ضد الشعب الكوردي والتي لم تتوقف أبدا بل استمرت الى نهاية حكمه الذي انتهى وتبعاته لما تزل مستمرة لحد يومنا هذا . ومن آثار هذه الحروب القبيحة والسياسات الشوفينية التي لايمكن أن تمحو من ذاكرة أي عراقي وخصوصا الكوردي هي كالتالي .
1- الاجهاز على تجربة الحكم الذاتي للشعب الكوردي ، تلك التجربة التي كانت تعتبرا إنتصارهاما يحققه الشعب العراقي بشكل عام والشعب الكوردي بشكل خاص الى جانب قواه السياسية التي رفعت شعار الحل السلمي للقضية الكوردية . والتي كان يمكن لها أن تتطور الى أن تتحقق كل الطموحات المشروعة للشعب الكوردي والمتمثلة بحق تقرير المصير وإنهاء العنف وتحقيق السلم والاستقرار في ربوع الوطن الى الأبد .
2- سقوط عشرات الآلاف من القتلى من أبناء الشعب الكوردي في تلك المعارك التي كان يخطط لها صدام حسين وإعدام الآلاف من الشبيبة الكوردية في سجونه الرهيبة وبأشكال وحشية تخالف كل الأعراف والقييم . وأبشع عملية قتل للأكراد هي دفن 180000 مائة وثمانون ألف منهم في مقابر جماعية وهم أحياء اثر عمليات الأنفال السيئة الصيت التي رافقتها عمليات القصف الكيمياوي في العديد من المناطق الكوردستانية وزج النظام الى جانب الأعداد الضخمة من قطعات الجيش العراقي أكثر من 200000 مائتي ألف مرتزق من الجحوش الأكراد في هذه العملية ، وكان بين هولاء الضحايا 191 إيزيديا من الأطفال والنساء والشيوح والشباب لم يعد لهم أي أثر لحد هذا اليوم . وهنا أتساءل كيف ستكون مرافعة جوقة الدفاع عن صدام من( حواونة) العروبة وشهود هذه الجريمة مصرين وبكل عزم الآدلاء بشهاداتهم عن الجريمة . ماذا سيقولون لصديقي الذي لما يزل يعتصم بإنتظار الدفاع عن زوجته الضحية وولده ألند الذي كان في عمر الورد . ؟ وكيف سيواجهون تانيا ابنة صديقي الآخر وأبن قريتي التي سميت تيمنا باسم ابنته الضحية .؟ وماذا عن رفين التي ضاعت ولم يجد والدها صبحي غير أ ن يوجه الى قبرها المفقود تحية مخضبة بالدم في ذكراها السنوية ..! وماذا سيقولون للعشرات من شهود يوم8-8-1988 يوم خطف سلمان وشامل و سوريازوجمال ونصير وديمتروف والآخرين من أصدقاءهم وصديقاتهم وآبائهم وأمهاتهم في قرية كاني مازى التابعة لناحية أتروش في محافظة دهوك ، وفق قرار عفو صادر في 6-8-1988 وموقع من صدام شخصيا ..؟ ولم يظهر عنهم أي خبر وفي أي مقبرة جماعية يرقدون ..!
ومن الجدير بالذكر إن عمليات القتل الجماعية لم تقتصر على ما ذكرنا من أساليب بل أستخدمت طرق أخرى كاطلاق الرصاص على مجاميع من الشبيبة الكوردية يتم جمعهم من القرى التي كانت تقدم الدعم والاسناد لقوى البيشمه ركه و يتوقف الرصاص عندما يتيقن ضباط الجيش الأوباش من تنفيذ خطة القتل بكامل تفاصيلها. إضافة الى سوق الآلاف من أبناء قرى وريف كوردسان الى سجون النظام الرهيبة التي كانت تعيدهم جثثا، ويقبض ثمن الإطلاقات التي أزهقت أرواحهم من قبل السلطات . هذا الى جانب إعدام المئات منهم رميا بالرصاص على الطرقات وفي ساحات المدن بحجة التخلف عن الدفاع عن العراق في الحرب مع إيران وفق مواد قانونية صادرة من مجلس قيادة الثورة وموقعة من صدام حسين شخصيا .
3- أما عن ما لحق بالشعب الكوردي من نكبات في الجوانب الأخرى جراء سياسات صدام الشوفينية، يمكن الحديث عنها بالشكل التالي .
- نفي أعداد كبيرة من أبناء الشعب الكوردي مع عوائلهم الى مناطق الجنوب العراقي أعقاب إنهيار الحركة الكوردية في عام 1975 بفعل التآمرالعربي الشاهنشاهي ، دون توفير أدنى شروط الحياة اللائقة لهم من مسكن وعمل ومدارس ووظائف. وما ترتب على ذلك من مآسي ومعانات لهذه العوائل .
- تدمير وحرق أكثر من أربعة آلاف قرية كوردية منذ انهيار الحركة في 1975 وما اعقبها من سنوات و سياسة الأرض المحروقة و وصولا الى فترة الأنفال وتكرر هذا الحرق والتدمير لعدة مرات للكثير من هذه القرى الى جانب ردم المئات من عيون الماء في كوردستان وحرق مساحات شاسعة من غابات وبساتين كوردستان إضافة الى نفق آلاف الرؤؤس من الثروة الحيوانية ونهب البقية الباقية منها وخصوصا في فترة الأنفال ، تلك الثروة التي كانت تشكل جانبا مهما من إقتصاديات كوردستان .
- عمليات التهجيرو الهجرة التي تكررت لمرات عديدة جدا بدءا من تهجير سكان قرية واحدة وحرقها ومرورا بتهجير أكراد كركوك لتغيير الطابع السكاني للمدينة وثم الهجرة التي تشكلت من الألوف من الأكراد و التي عبرت الحدود العراقية- الإيرانية والعراقية- التركية جراء حملات الأنفال ووصولا الى الهجرة المليونية المعروفة أبان الإنتفاضة الشعبية الربيعية في 1990 . هذه العمليات المتكررة ألحقت أفدح الأضرار البشرية والمادية بالشعب الكوردي .
- حرمان المناطق الكوردستانية من كل ما من شأنه تطويرها في الجوانب الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والثقافية، الى جانب حرمانها من الخدمات التي ترتبط بحياة المواطنين اليومية.
+ تضييق الحريات الديموقراطية لجماهير الشعب العراقي وأحزابها السياسية وإعلان حروب التصفية ضدها والتي تمييزت ب .
- إحتكار العمل الحزبي والتضييق على الأحزاب السياسية من ممارسة عملها الحزبي بشكل طبيعي ومنعها من العمل الجماهيري في الأوساط الطلابية والعمالية والفلاحية والشبيبة وغيرها من مجالات العمل الجماهيري الحزبي . ومحاربة التنظيمات الحزبية وخصوصا العائدة للحزب الشيوعي العراقي عن طريق مصادر رزقها و إبعادها عن وظائفها في الدولة والمجالات الأخرى . ومن الجدير بالذكر إن هذا الحزب كان يقود أوسع حركة جماهيرية في العراق في النصف الأول من عقد السبعينات ، مما أخاف الأمر السلطات العراقية وأرعبها . ودفع بها الى تشديد قبضتها على الحياة السياسية في البلاد .
- تصفية العديد من العناصر القيادية للحزب الشيوعي العراقي المشهودة بمواقفها المبدأية حول مختلف القضايا الوطنية العراقية أمثال شاكر محمود وستار خضير ومحمد الخضري ، وتهديد أغلب رفاقه النشيطين الذين كانوا يقودون العمل الحزبي بنجاح ، وفي مختلف مناطق العراق بما فيها مناطقنا الإيزيدية التي كانت تتميز بالنشاط المكثف لتنظيمات الحزب فيها . واستمرت هذه التهديدات والتصفيات التي راح ضحيتها العديد من أعضاء الحزب أمثال سهيل شرهان ورفاقه الآخرين ، الى جانب محاربة وتصفية تنظيمات وقواعد الأحزاب التي ظهرت منذ بداية السبعينات وخصوصا القوى الإسلاميةالشيعية . الى أن بدأت السلطات بشن أشرس حملة على تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي في نهاية عام 1977 التي راح ضحيتها العديد من رفاق الحزب ، أمثال الشهداء صفاء الحافظ وصباح الدرة وعائدة ياسين . الى جانب إجبار ما يقارب من 60000 ستون ألف شيوعي على تقديم براءاتهم من الحزب. مما أضطر الحزب على الانتقال الى صفوف المعارضة المسلحة في جبال كوردستان التي كانت تقتصرعلى الأحزاب الكوردية والتي عانت أصعب الظروف السياسية الى جانب المصاعب الأخرى الكثيرة وافتقارها الى أي دعم تساعدها على مواصلة العمل غير إيمانها المطلق بقضيتها العادلة . وفي هذا السفر النضالي قدم هذا الحزب المئات من خيرة رفاقه على درب حرية الشعب العراقي وخلاصه من براثن الدكتاتورية . هذه التضحيات التي لم يلتفت إليها أحد وحتى تلك التي راحت أثناء الأنفال لم يجري التعامل معها مثلما حصل ويحصل مع الضحايا الأخرى وحرم ذويها من أي تعويض وفق القانون الصادر من برلمان كوردستان، كما أهملتها بمجموعها( مسودة لائحة الجرائم العظمى لصدام حسين).
- المقابر الجماعية التي أقامها صدام حسين والتي تعتبر من أبشع ما ارتكبتها الدكتاتوريات والتي لامثيل لها في كل التاريخ ، وتعدت هذه المقابر عدة مئات أقيمت على امتداد حكم صدام والعفالقة وأكثرها رهبة وخطورة تلك التي أقيمت لضحايا الأنفال من أبناء وبنات الشعب الكوردي التي جرى دفنهم أحياء فيها، الى جانب تلك التي أقيمت لمناضلي وأبطال الانتفاضة الشعبية العارمة في 1990 و الذين بلغ عددهم مئات الآلاف من المواطنين الشيعة ومن مختلف الأحزاب والقوى الوطنية . ومن الجدير بالذكرإن العديد من هذه المقابر لازالت غير معروفة بالنسبة الى الشعب العراقي الذي يجهل مصير أبناءه بسبب ما يحمله القتلة المجرمون والمنتمين الى الأجهزة القمعية لنظام صدام من حقد وكراهية وعدم التبليغ عنها . والى جانب هذا فإن سجون صدام الرهيبة و زنزاناته غيبت أرواح آلاف مؤلفة من المناضلين والأبرياء ، وكانت هذه السجون تستخدم على شكل مختبرات يجري فيها إجراء التجارب علىالأسلحة الكيماوية وعلى مقيميها، و كانت تذوب أجساد هؤلاء السجناء في المواد الكيماوية التي صنع منها نظام صدام هذه الأسلحة واستخدمها على أرض الواقع في العديد من المناسبات كما أشرت سابقا،
+ الحروب الخارجية التي خاضها صدام حسين ، وهي الحرب العراقية – الإيرانية ، وغزو الكويت وما تلاه من حرب طاحنة لتحرير الكويت ، والحرب الأخيرة التي أطاحت به وبنظامه أفرزت الى جانب ما ألحقتها من خسائر مادية وبشرية هائلة بالشعبين الإيراني والكويتي وانتهاك سيادة الدولتين والقانون الدولي وكل الأعراف الدولية الأخرى ، أفرزت الأهوال والكوارث التالية وبأبشع صورها بحق العراق والعراقيين .
1- سقوط أكثر من مليون ضحية في ساحات المعارك بين قتيل وجريح وجلهم من الشبيبة العراقية التي تركت وراءها مئات الآلاف من العوائل دون معيل ، وبهذا يكون عدد ضحايا النظام في هذه الحروب والحروب الداخلية وعمليات القمع التي كانت تمارسها أجهزة قمعه ضد الشعب والحصار الدولي قد تجاوزت المليوني شخص عراقي .
2- خسائر العراق المادية بسبب سياسات هذا النظام الأرعن والحروب التي أشعلها بلغت أكثر من 500 مليار دولار . وترك هذا النظام بنية العراق التحتية خربة والإقتصاد مدمرا يئن تحت ثقل الديون التي تبلغ عشرات المليارات من الدولارات ، وتحت ضغط الحاجات الضرورية للمجتمع العراقي الذي يعاني بدوره من الإنهيار النفسي والخراب والذي يحتاج الى المزيد من الوقت للبدء بفاعليته . هذا بالإضافة الى ما يعانيه هذا الإقتصاد من الضربات التخريبية لقوى الإرهاب التي توجه إليه بكل قسوة من تفجير خطوط أنابيب النفط والى ضرب شبكات المياه والكهرباء وغيرها، بالإضافة الى عرقلة عملية البناء من خلال عمليات الخطف وما الى ذلك التي تكلف الشعب العراق المليارات من الدولارات أيضا وهو بأمس الحاجة إليه .
3- وبسبب نفس تلك السياسات والحروب هرب من العراق أكثر من أربعة ملايين عراقي . يحملون معهم أكبر ثروة علمية وأدبية وفكرية خسرتها الدولة العراقية في مختلف المجالات .
4- فرض أطول حصار عبر التاريخ المعاصر على الشعب العراقي من قبل الأمم المتحدة بسبب استمرار النظام في سياساته الهوجاء ، هذا الحصار الذي أصبح سببا مباشرا في قتل مئات الآلاف من أبناء العراق جوعا أغلبهم من الأطفال ، وعزل العراقيين عن العالم الخارجي وبالتالي عن كل التطورات العلمية والتكنولوجيا الحديثة في العالم المعاصر.
5- وجود الملايين من الألغام مزروعة في الأراضي العراقية ، الأمر الذي ينجم عنه قتل أعداد كبيرة من العرا قيين وترك مساحات واسعة من الأراضي الزراعية دون الإستفادة منها في الزراعة التي نحن في أمس الحاجة إليها في ظروفنا الإقتصادية الراهنة .
6- ولا يغيب عن بال أحد ما يمر به العراق في هذه المرحلة الحرجة من ظروف شديدة القسوة تلقي بظلالها الثقيلة على حياة الشعب العراقي و يتحمل الكثير من أسبابها نظام صدام البائد وأعوانه الذين يعيثون في العراق قتلا ودمارا ويعززون تحالفهم الى جانب قوى الظلام والأحقاد مع الإرهابيين القادمين من مختلف بقاع الإرهاب لوقف أي مسيرة للعراقيين نحو التقدم والرفاه والديموقراطية .
ومما لاشك فيه لولا هذه السياسات الحمقاء التي ارتكبها نظام صدام والإفراط بهذه الثروات البشرية والمادية الهائلة لكان العراق الآن في مصافي الدول المتقدمة في مختلف المجالات .ففي ظل هذه الظروف المعقدة توقفت كل أنشطة المجتمع الإعتيادية، و توقفت الماكنة الإقتصادية في مجالاتها الزراعية والصناعية والنشاطات العلمية وكل ما يرتبط بحياة المجتمع العراقي وما يساهم في تقدمه وتطوره .
إذن هذه تعتبر من أهم المبررات التي تدفع بنا نحن العراقيون الى قبول حرب الإطاحة بهذا النظام الدموي الشرس الذي فاق قدرات العراقيين وأحزابهم في التصدي له وإسقاطه، عبر هذه السنين الطويلة من الكفاح المريروالمخضب ببحار من الدماء الزكية لأبناء العراق البررة . نعم إنها مبرر بغض النظر عن وجود أسلحة الدمار الشاملة أوعدم وجودها . كنا وكانت المعارضة العراقية تستغيث بكل من تهمه مصلحة الشعب العراقي ، وكل من يهمه السلم والتقدم الإجتماعي في العالم ، وكل من يهمه أن لايتعرض شعبه الى مثل هذه الفواجع لمناصرة شعبنا في محنته ولخلاصه من هذه الدكتاتورية البغيضة . وأما وان سقط هذا النظام ، فكان هو حلم الغالبية الساحقة من العراقيين . وليقول ويصرخ أعداء الشعب العراقي عن عدم شرعية هذه الحرب الى الأبد ، و عدم شرعية إنهيار نظام قائدهم المفدى صدام أبن العوجة الذي انتهى بأقذر أسلوب كان يليق به وهو الفبض عليه في جحر للفئران . نحن العراقيون فرحنا لهذه النهاية كثيرا ، ومن غضب من أعوانه من العرب وغير العرب فلينطحوا برؤؤسهم جبالنا العالية ، فتتهشم عليها أبدا .


ليست هناك تعليقات: